وصل جحا الغرب رفقة جحا الشرق لقبيلة تميز أهلها ببساطنهم وعيشهم على فطرة الله ,لم تتدنس عقولهم حضارات ولم تعفن أخلاقهم تكنولوجيات,قالوا :ياأهل الدوار ضيوف الله يطلبون أكلا ومبيتا عند الناس الأخيار,رحب بهم الاهالي وقالوا:مرحبا بضيوف الرحمان نقتسم معكم القوت وستبيتون بيننا بأمان.
تناول الرجلان الطعام مع أهل القبيلة فعرفوا حاجتهم للماء فكر جحا الشرق في نصحهم بحفر بئر لكن جحا الغرب نهض بعدما فكر وقدر قال :يا أهل القبيلة انا وصاحبي لنا بركة الأجداد وان شاء الله لن نغادر حتى تجود الارض بالماء وتعانق الأشجار عنان السماء.اغتبط الناس بما سمعوا واستبشروا خيرا وللكريم المعطي تضرعوا ,في الصباح نادى جحا الغرب ان يا اهل القبيلة اقبلوا فجروا للساحة وانتبهوا ,صاح فيهم جحا كبروا وهللوا فالخير قادم وبالنعيم دائم .ضرب ضربة خفيفة برجله فنبع الماء ,صاح اهل القرية فقال :كبروا وهللوا وانتظروا سبعة ايام تذبحوا ذبيحة كل يوم على هذا المكان الطاهر ،وهكذا قضى الرجلان سبعة أيام يأكلون ما لذ وطاب من أيادي أهل الدوار وحين حل آخر يوم انتبه الاهالي لغياب خيمة الضيفين فهرعوا لمكان الماء وضربوا بكل ما اوتوا من جهد وقوة لكن الماء ما ظهر ومابان ,فحفروا بايديهم عل الارض تجود عليهم وتشعرهم بالامان لكنهم صدموا بهول ما راوا :قربة جلدية مدفونة تحت الارض ,بكوا من الحسرة وعضوا على أناملهم ,لكن هل ينفع الندم ,بعد حين قصف رعد وسمع برق فأرسل الله السماء عليهم مدرارا ا ,وسالت الجداول في كل بقاع القرية وازهرت كل جوانبها وتسابقت الاشجار في الزهو في الاعالي واستبشر كل الاهالي وقال الحكماء هذه بركة جحا الغرب وجحا الشرق ومن المنابر مدوا لهم الايدي بالتضرع وأخلص.