امسك حفنة من التراب بيديه وضم راحتها بالأصابع كما تضم الأم المتلهفة ولدها الذي غاب عنها مدة طويلة. قال وهو شارد العينين كأنه يتجاوز السنين و ويخترق الماضي البعيد: اسمع يا بني هذه ارضي وأرضك وارض أجدادي أبدا لن أفرط في ذرة منها وعليك ان ترسخ في ذهنك وقلبك أن حب الأوطان من الإيمان و لذلك يا حبيبي سالبي نداء ملكنا الحسن الثاني وسأنطلق مع كل المغاربة في مسيرة سلمية لاسترجاع صحرائنا التي اغتصبها الأسبان..
نهض الطفل وكله عزيمة تضاهي همة والده وقال: وأنا يا أبي معك فالوطن أغلى من الدم ومن الروح....في الصباح أبكر الأب وابنه وانضما لتلك الحشود من المغاربة 350 ألف مغربي أتوا من كل فج عميق من كل بقاع المغرب امتطوا الحافلات والشاحنات وحملوا الرايات الملونة بلون الدم مزينة بنجمات خماسية لونها لون االأرض الخضراء أما سلاحهم فكان المصاحف رمز السلم والأمان والاعتصام بحبل الله,
الله اكبر ما أجملها وما أسلمها ! انطلقوا أيها المغاربة الشجعان بسم الله مجراها ومرساها ومرت الأيام و واجتمع كل المواطنين من باقي بلدان ا!وربوعها أطفال نساء شيوخ ... رجال فتيان شجعان وكلهم يهتفون : الله اكبر عاش الملك لتبقى بلدنا حرة أبية وهناك في تلك الصحراء الطاهرة أدى المتطوعون صلاتهم فاشرأبت الأعناق لعنان السماء وتضرعت الألسن إلى الخالق بالدعاء وهي تتضرع وتتوسل النصر والتوفيق قبلت كل الأفواه المصحف الكريم فتشابكت الأيدي وتجاوز الأبطال الشجعان تلك الأسلاك المتسلطة التي وضعها الاسبان... هتف الجميع : الله اكبر الله اكبر فتراجع الجنود وخرجوا من أرضنا وهم راضخون لعزيمة مغاربة أحبوا مغربهم وقرروا الموت من اجله فكانت انجح مسيرة سلمية خضراء.
الــكــــاتــــبة عتيقة كلفاع