ثورية قاضي "لؤلؤة الزجل المغربي"

ثورية قاضي

نجمة في سماء شعر الزجل المغربي الجميل

عندما أ ريد ان أتحدث عن هده الشخصية الكبيرة الشاعرة الفذة المقتدرة أطلق على الأديبة لقب"لؤلؤة شعرالزجل" المغربي وقد لامني أحد زملائي ممازحاً لماذا هذا الاعجاب بالأديبة دائماً فأجبته بخطاب الجمع.أنتم أحبتي لم تنفذو الى أعماق ذاتي كي تتحسسو بأن عشقي للكاتبة والشاعرة والأديبة المغربية انما جاء عن قناعة مني بجدارتها لهدا اللقب ولعطفها وحنانها على القاصي والداني وقد اكتشفت هدا من خلال تصريحات وأقوال الدين يكنون لها كل الحب والاحترام أثناء مزاولتها للعمل وفي زياراتها لعديد من المدن المغربية والعربية والأجنبية على مستوى اللقاءات والندوات التي تعقد في اطار التعريف بهدا الفن الأدبي المغربي العريق والخالد "شعر الزجل" الدي اخترته هده الفريدة في أخلاقها العالية كفن جيد وسام للتعبير عن الحب للانسان والوطن فأطال الله في عمرشاعرتنا ثورية قاضي وسدد رميها وجعلها نبراسا يستنير بجهدها وعلمها الزاخر الفياض عطرا وجمالا الأجيال المقبلة فلا تغارو منها يا معشر النساء لأنها بحق لؤلؤة.
ودائماً سأظل وفيا لأعمالها الجميلة الفياضة بالحب للانسان والوطن المغربي والعربي بالقراءة والتحليل ومن خلال اطلاعي على قصائدها التي تفيض عذوبة وعشقا أنا أستزيد اعجابا بحروفها كل هنيهة في حياتي وكما أزيد ابحارا في بحرها المليء زمردا وعنبرا وزبرجدا ..والمحترمة بحرفها تفيض رونقا وبريقا لغويا حيا يزخر بالوصف والخيال والاستعارات الجيدة والألفاظ الواضحة المعاني التي تأخذ حصة الأسد و الأكبر في القصائد كلها ومما -يزيد في الطين بلة-يامعشرالمبدعين والمثقفين والأدباء القدماء والحدثين كما المخضرمين هو أن التكريم أشهده يطول الرجال أكثر من النساء في مغربنا الحبيب وأن أصحابنا رؤوس الأدب كدالك لايبحتون عن المبدعين وابرازهم للوجود حتى يظهرو الى الظوء بأنفسهم وجهدهم مع أن النساء لا سيما المتميزات منهن في جميع المجالات الفنية والأدبية والعلمية يستحقن التكريم مثلهن مثل الرجال، أما لماذا لقبت الأديبة النجمة الزجالة ثريا القاضي "باللؤلؤة"فلأن أديبتنا تشع ضياءا ينبع من ذاتها المبدعة وذاتها الإنسانية فينعكس هذا الضياء جمالاً خارجياً يجعلها نجمة ساطعة على جميع المجالس الأدبية مغربية كانت أو خارجية، وما يلبث هذا الضياء الدي يسكن ذات الشاعرة المقتدرة بسمو أخلاقها التي تشبعت بها من تربية والدتها التي ربتها أجمل تربية كما أشرت سلفا أن الوسط العائلي له عامل في تكوين الشاعرة بلا ريب وهدا ينعكس على من حولها فيضفي عليهم المحبة والبشاشة وروح المرح والعطاء لا سيما وأن مكتب الأديبة الشاعرة ثريا القاضي ومنزلها عبارة عن صالون أدبي دائم الانفتاح على الكل بمعنى أن زائرا لمنزل الأديبة في أي وقت يجد من كلماتها وقصصها وفنونها الكثيرة وحبها للعطاء بسخاء الجبلة التي نشأت عليها للأصدقاء والقراء والأدب وكما أنها تعالج هموم الناس بالانصات اليهم بما يمتع ويفيد وكأن صديقتنا الكاتبة ثورية قاضي طبيبة وعلاوة على أ ن حالة الصالون الأدبي في بيتها مستمرة بموعد ومن دون موعد ثم إن الإنسان حين يصل إلى مستوى النجومية في مجال الأدب بالتحديد فهذا يعني أن طيفه وصل إلى أكبر عدد من الناس، فلا يخفى على أحد أن النجومية الفنية هذه الأيام أصبحت موضة قابلة للزوال، لكنها في الأدب المغربي خاصة راسخة وباقية وهذا ما أكده لنا جيل الشباب الذين حضروا مع الاستاذة قبل عدة أيام أمسية أدبية للأديبة النجمة "اللؤلؤة" في عدد من المراكز الثقافية المغربية ضمن سلسلة الاهتمام بالشعر الزجلي والتعريف به في ورزازات "ملتقى تموايت "وكدا اكاديرالدي إستضاف الكاتبة العصامية ثورية قاضي حيث كان لكتابها المسمى"لحروف لحالماني" حضور رسمي في إطار تدريسه في البحث لنيل الماستر .. و في إطار الحديث عن شاعرتنا قال الأستاذ عبد النبي ذاكر، بخصوص التجربة الشعرية لثورية قاضي، التي في شعرها يصبح “الظل توأم الروح، و المعادل الموضوعي للحب و المحبوب، والعنصر الحيوي لمقاومة القتل الرمزي، و ضوء منعكسا يذيب قلق المجهول، و يفصل الجسد عن ظله و الخوف الرابط بين الحيرة و الشوق”.كما تضمن اللقاء ايضا كلمة للأستاذ حسن الفيزازي وصفا للزجالة المغربية ثورية قاضي، معتبرا إياها مسارا إبداعيا متميزا، جامعا للتوازن والزهو و الثقة والكبرياء، رافضة لكل مبتذل لا يرقى لتحقيق إنسانية الإنسان، مبتعدة كل البعد المتعمد في المسافة المفروضة بينها وبين الآخرين، هي النار و هي اللسان الذي يتكلم بالحق، فالناس هم نماذجها.
وكان اللقاء حدثا بارزا بحد ذاته بحضور شخصيات لها قميتها الفنية في الادب والشعر من حيث النقد بحضور محمد رمسيس الدي كانت له بدوره كلمة في حق المحتفى بها في حرم الجامعة «جامعة ابن زهر» وكانت المفاجأة أن الإحتفاء كان قبل داك اليوم يطل الرجال دون النساء و أديبتنا النجمة والجوهرة والفاتنة البيضاء إستطعت ان تفرض وجودها كشاعرة مغربية زجالية بإعتراف الجميع بابداعتها ومنها "لحروف لحالماني" أصبح جاهزاً للتوزيع في نفس اليوم،ومع الأديبة النجمة تابعها محبيها وهم كثر لدرجة أن المركب الثقافي بجميع مدرجاته الشاسعة بحرم الجامعة لم يتسع لهم مما جعلهم يفتحون غرف اخرى لحلوس الحاضرين من كل صوب وحدب وبدالك صارت إحتفالية جديدة ورائعة في إطار الإبداع والإنفتاح الثقافي للجامعة المغربية باكادير على منافد ادبية جميلة نسائية خاصة من إحتفاليات جامعة ابن زهر عاصمة الثقافة المغربية وبكلمة ألقاها نائب العميد الأستاذ الناجي بن عمر الذي رحب فيها باسم رئيس الجامعة وبإسم عميد كلية الآداب بالزجالة بين ظهراني طلبة اللغة العربية خصوصا و كلية الآداب عموما، منوها بالدكتور الفيزازي على إلتفاتته الذكية في إشراك الطلبة إشراكا علميا مسؤولا، ففضلا عن جو الإبداع هناك إنفتاح اخر عبر إنفتاح الدرس الجامعي على مختلف الفعاليات الثقافية، من عدة مشارب خصوصا الأدب النسائي الذي يدخل ضمنه اللقاء.فلم لا وهي إحتفالية بحد ذاتها بأدبها، وشعرها، وحضورها المتميز. لقد تحدثت عن الحب الراقي الرصين الصادق الذي يجمع بين حبيبين لا غاية لهم إلا نقاء الكلمة حب صوفي يعلو فوق الجسد ويسمو بالروح الى السماء والنقاء فهو الدواء والصفاء التي يحملها حرفين الحاء والباء فقط لا أكثر كان مثار إعجاب الجيل الجديد جيل الشباب بزجلها الدي جاءهم بالجديد المفيد الذي نظلمه أيما ظلم عندما نقول عنه بأنه جيل الفضائيات على العكس تماماً هذا الجيل هو برئي الشاعرة "أهم من جيلنا والجيل الذي سبقنا فهذا الجيل الشاب الذي يبحث عن الجوهر في عالم بدأت فيه القشور تطفو على السطح لهو جيل يستحق منا الاهتمام"، وهي دعوة مفتوحة الى الجميع اباءا كانو او دولة ...الخ للاهتمام بالشباب هذا الجيل الذي يبحث في كتب الأدب ويقرأ ويحفظ أدب الأديبة النجمة الشاعرة الزجلية ثورية قاضي من عطر الحرف وصدق الكلمة ونقاء السريرة وعشق الانسان بارتباط وثيق وتلاحم متين الدي ركزت عليه الشاعر ة في اظهار ايجابية الحب في علاقته بالذات والاخر في اطار الاخد والرد ومبرزة في قصائدها مجموعة من القيم النبيلة التي يجب على الفرد التمسك بها في علاقة متينة بينه وبين من يعيش حوله ويقرأ افكاره التي هي انسانيته وكدا وجوده ونظرته للعالم. والشاعرة لها المام واسع بالثقافة الفرنسية خاصة الأدباء القدماء و المعاصرين منهم والمخضرمين رغم صخب الفضائيات وما تقدمه من مواد مغرية لكن شاعرتنا ثورية قاضي اهتمت بالكتابة والابداع لانها ترى بان المعرفة السطحية والمسطحة تكون بالاكتفاء بالرؤية دون الابداع بمعنى ان الانسان هو العطاء هو الابداع بحد ذاته لدى نبصر الشاعرة ثورية تقول بالحرف "بان الابداع عندها شيء يجعلك تحيا حرية مطلقة دون التقيد بقيود يفرضها عليك المجتمع بل انت من يجب ان تفرض عليه حريتك"، لقد لفتني فعلاً شعرها الزجلي ودعوتها الى الاخد بجيل الشباب لكي ينهلوا من الشعر الزجلي وأن يحبوه كفن يرمي الى الحرية في التعبير دون قيد او استحضار للعروض والاوزان التي تقيد الشعراء وبهدا الجمال الابداعي الزجلي الجميل سنحتفي جميعا لانها النبع الفياض كانسانة وكاشاعرة وكام لثلاثة اطفال.
فكان الموعد، بعد الكلمات المقتضبة عن اللؤلؤة الشعرية الزجلية، مع الزجل في صيغته المؤنثة ممثلا في الزجالة الرقيقة ثورية قاضي الشاعرة والانسانة الرقيقة والام الحنونة والاخت المعطاء، و اعشق هنا ان يستمتع الحاضرون بشدرات من خلال كتابتها التي ادعوكم الى مائدتها الدسمة حرفا شهيا حيث عرفت كيف تنفذ إلى عمق كل القلوب بلغة زجلية شفافة، وأسلوب بسيط، يمتزج فيه الروحي بالوجداني، كتبت فأبهرت القاريء بالألم الدفينة بصيغة رشيقة عجيبة، والأمل لغد يطل بإشراقات جديدة تمحو وقع الزمن ومخلفاته المؤلمة.
المغرب بيتي الكبير، هي قصة عشق بين الأديبة الشاعرة ثورية قاضي وارضها قصة حب روتها البطلة بزجلها التي تجسد شخصية الأديبة ورغم قولها أنها تكتب إلى المستقبل وهذا صحيح لكن أي مستقبل لا تتحدد معالمه من دون جذور ضاربة في عمق الأرض التي تحفظ المغرب انها عاشقة المغرب بحق.
وهنا الشاعرة ثورية لا يحيد ديوانها عن هذه الرؤية وهي بنت بيئة الشعر العربي والمغربي الزجلي على وجه الخصوص ، وكأكثر شعراء المغرب الذين يجيدون الفرنسية وتأثروا بآدابها وانعكس التأثر كله من تراث صوفي وغيره مما ذكرت في شعرهم .
أن تعبر المرأة عن أشواقها بجرأة ، الجرأة وحدها لا تعني شيئا إن لم تكن بلباس فني مغربي،جميع من اخترو هدا الوعاء للكتابة لا يستطيع ان يعدو كونه عاميا ليس زجليا محضا فالزجل فن من فنون الشعر العامِّي، نشأ وازدهر في الأندلس، ثم انتقل إلى المشرق العربي على خلافٍ في ذلك بين مؤرخي الأدب. وقد تفتقت موهبة الشعر لدى ثورية قاضي مند الطفولة فقد تمتعت واستفاد ت مند نعومة اظافرها فقد قدمت الأديبة النجمة اشعار اثناء الدراسة امام اساتدتها مما اثر اعجابهم وشجعوها في المضي بهدا الفن العريق الى الامام والاخد به الى الضوء ، معلومة هي في غاية الأهمية، فجميعنا يعلم بان التعلم في الصغر كالنقش على الحجر دون أن نعلم لماذا، وقد بينت أديبتنا أن الشعر فوران فني لما في الأعماق من ضجيج نفسي جسدي ، والجسد عندي هو الحقيقة الأولى في الإنسان وما الملكات النفسية الروحية بشيء دون هذا الجسد الحي .
إن دراستنا لديوان الشاعرة وخصوصا ما نحن بصدد تبيان جماليته والدعوة الى مجالسته مع كاس ساخن من الشاي المغربي ليدعو الى الاستمرارية التي يتمتع بها شعر ثورية قاضي هو نتيجة حتمية لتشبع الأديبة بماضي عريق استمر معنا إلى حاضر قريب ويستمر مع الأجيال الشابة والقادمة ليصب في المستقبل الذي تصر الأديبة بأنها تحمل شعاره.
لقد استطاعت الأديبة الشاعرة ثورية قاضي أن تصل إلى قلوب جميع الأجيال لأنها كتبت بحب وإخلاص عن الوطن والحب والنضال والمقاومة وهي الحريصة كل الحرص على تاريخ المغرب فكتبت عنه بصدق الشعور فامتزجت الذات مع الاحساس بشكل يجعل القاريء يوغل في عمق القضية والمعاناة والرغبة في الانفلات منه الى عالم سام نقي جيد ينعدم فيه الجسد إن الحديث عن الشعر عند ثورية قاضي هو حديث عن الحداثة التي تجاوزت النظم والحشو لتكون مصفاة بالشعر المكتوب الذي تخلص أيضا من الغنائية ليلتقى الشعر بجمالية مباشرة (ولا أقصد المباشرة كتقرير) بل بربط الذات الكاتبة مع اللغة الجمالية المبتكرة من خلال الفن الشعري النابع من الذات بصدق فتكون الكلمات صدى لصور الحرمان في الأعماق وهي تنكتب على الورق كما لو أنها رسم أو مرايا لما في هذا الجسد من ثورات وشهوات ورقص نشواني انفلت من الحشمة انفلاتا خفياً :

( وف ظلك تلقاني
داليه عنبها
خمره تتشهاني
جغمه
قطره
ف قاع كاسك الزهواني
نراري بيك
يطيب فيافي
تنفس
تفيق
وهنا تاني
شاهد بين صباعك
ف وقت صلاتك ………)

والقصيدة عندها تتراوح بين الغموض السلس والوضوح الموارب في تحويل الحبيب إلى ولي عاشق غارق في صلاته ووصاله ربما لاهٍ عنها وتريد عودته من حالة غيابه إلى حالة حضوره فنجدها في جميع كتاباتها في الحب والوطن والنضال والبطولة حالمة ترجو التخلص من الجسد ومعانقة السماء بشكل صوفي كما ان ثورية قاضي شاعرة متعمقة تسكن الخيال وتبتدع منه حالة نصية تستبدل بها حالة الواقع ، تبتدع الأحلام وتصدّقها حين تكون مواتية للشعر وتكذّبها حين ينجلي الواقع الصادم :
(شحال من حلمة ولاّت كذبة)
فلتعذرني الشاعرة عن تقصيري في الكلام عنها و ركاكة لغتي التي تناولت عملها الكبير داك لأنني أعترف لها بقوتها العلمية والادبية بحق وباني مبتديء في ميدان الشعر باعتباري (تاجر )ولست ادعي الكمال فالكمال لله تعالى والكبيرة بحجم ثورية قاضي الشاعرة الزجلية المغربية لأننا في زمننا الرديء أصبحنا نفتقد للرموز في حياتنا وأصبح الرمز أو القدوة عملة نادرة يجب أن نحتفي بهما فتحية إلى نجمة المغرب واللؤلؤة بافتخار الكل مغاربة ومشارقة محمد رمصيص وشاهد خضرة وغيرهم كثير الشاعرة ثورية قاضي التي كانت وما زالت النجمة المتربعة على عرش الزجل التي اختارت أن تكون من الناس ومعهم ولم تتقوقع في برج عاجي يفصل بين الأديب الحق والناس وهؤلاء ينعزلون ويعزلون أنفسهم. فتحية الى صاحبة القلم الصامد الشاعرة النابغة بصمت ثريا قاضي

.ابراهيم احمد زهير

أستاذي العزيز إبراهيم أحمد زهير صدقت في كلامك صحيح إن ثورية قاضي لؤلؤة الزجل المغربي ونحن جميعا نحترمها نحترم كل النساء العرب لأنهم رمز المحبة والسلم والسلام .

» أنفاسيي تعشق لؤلؤة الشعر المغربي
» ملتقى العرائش (الرابع ) لقصيدة الزجل ....المختار بن دغة
» مدينة القنيطرة تحتفي بقصيدة الزجل يوم 18 نوفنمبر 2012 بالقصر البلدي
» الدقة المراكشية, من التراث الشعبي المغربي
» قصيدة برية ورقاس للزجال المغربي ادريس بلعطار.